نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

حقيقة الموت

كما جرت العادة الأسبوعية في كل جمعة , أستيقظ باكرا صباحا , أمارس حياتي بشكل إعتيادي من فطور , وتصفح البريد الإلكتروني , ومجالسة الأهل , ومتابعة التلفاز إلخ...., إلى أن يحين موعد الأذان الأول,حينها أتجهز للصلاة ,أستحم واتطيب , أتفقد الأغراض وأتوكل على الله إلى مسجدي المفضل (جامع اللامي بالتحلية).
وصلت المسجد,قرأت ماتيسر من القرآن,أذن المؤذن,خطب الخطيب,أقيمت الصلاة,انتهت.
ماذا بعد ؟!!
 ليس ثمة شي جديد إلى الآن,فما أن انتهت الصلاة حتى دأب كل المصلين إلى عمله ومهمته , منهم من هم ليعود إلى بيته ويكمل نومه,ومنهم من يريد اللحاق بمطعمه المفضل أو المقهى المفضل,أو الاستراحة,أو حتى المتاجرة والشراء , وأنا هممت لأن أعود وأنام.
ماذا حصل؟!!
استوقفني واستوقف المصلين ذلك المنادي الذي نادى قائلا بعد انقضاء الصلاة مباشرة " الصلاة على الرجل أثابكم الله " , هنا تشتت تفكيري وتوقف قليلا, كأنما حدث شيئا لم نكن نتوقعه أو نستعد له أو على أقل تقدير لم نكن قد أعتدنا على ذلك في كل جمعة وكأنما حدث شيء لم نعتد حدوثه.
بدأت صلاة الجنازة وانتهت في دقيقتين,ولكن لم ينتهي عقلي من التفكير والتأمل حتى وأنا أقود سيارتي عائدا إلى المنزل.تساءلت مع نفسي حينها عدة أسئلة:
ألم يكن هذا الرجل الذي ودعنا وودعناه , هو ذلك الرجل الذي حضر وصلى معنا الجمعة الماضية, وربما صلى خلفي أو جانبي , ألم يكن ؟!!
ألم يكن هو ذلك الرجل الذي فرغ من جمعته الماضية, منطلقا نحو بيته ليحضر لهم الغداء واستقبله أولاده وزوجته لحظة وصوله ؟!!
ألم يكن هو ذلك الرجل الذي وعد أبناءه بمكافأة وقدرها في حال اجتيازهم لاختبارات نهاية السنة ؟!!
ألم يكن ؟!! ألم يكن ؟!! لك أن تتساءل كما تريد .
هذه المقدمة ياصاحبي , ليست إلا لتأكيد واستشهاد لقول الله تعالى " يأتيكم بغتة وأنتم لا تشعرون " إنه الموت ! لا يعترف بزمان ولا بمكان.
وبالنظر في واقعنا الحالي , نرانا نحيا حياتنا وكأننا نعيش أبدا, تناسينا هذه الحقيقة المرة (حقيقة الموت) دون أن نضع لها أي اعتبار, نعيش حياتنا هي هي , وكما هي , من يوم ليوم , واسبوع لأسبوع , وشهر لشهر, وسنة تتبع سنة, طيب إلى أين , وإلى متى؟؟
" اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا, واعمل لآخرتك كانك تموت غدا" فهذه النظرية أو هذا هو الضابط المناسب في كيفية التعايش والتعاطي مع هذه الحياة.
تذكر اخي الحبيب كيف فقدت اخا عزيزا عليك,أو قريبا لك,وانظر كيف حدث ذلك بقدرة قادر وبقضاء الله وقدره في لحظة عابرة ومفاجئة, فلك أن تعتبر وتتعظ وتذكر أنه كما تفاجأت وانصدمت بذلك , سيُفاجأ بك غيرك في يوم ما.
أعتبر أخي الكريم قبل ان يعتبر بك,صل قبل أن يصلى عليك, أدعيلي وفقني الله وإياك.

. Unknown 2 سبتمبر 2018 في 1:53 م

بارك الله فيك الله يجزاك خير على هذا الكلام الجميل والرائع
الله يسعدك ويرضى عليك في الدارين

. Unknown 2 سبتمبر 2018 في 2:25 م

كلام مفيد ورائع تسأل الله حسن الخاتمه